التعدى على الحقوق بقانون الايجار القديم الظالم

بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيله الدكتور / احمد الطيب شيخ الازهر
تحيه طيبه
مقدمه لفضيلتكم / السعيد محمد الخطيب المقيم / 44 شارع الروضه شبرا دمنهور محافظة البحيرة
يقول الله تعالى فى محكم آياته (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتُدلوا بها إلى الحكام لِتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )) البقره
ويقول ايضاً (( وزِنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا فى الارض مفسدين )) الشعراء
صاحب الفضيله إنكم بلا شك تعرفون كل هذا واكثر لكنها تذكره فى خضم المشاكل الكثيره التى تعانى منها مصر فى هذا التوقيت . ولما كان فضيلتكم المسئول الاول عن تبصير الناس بصحيح الدين والشرع والتمسك بأوامر الله ورسوله . وقد طلب منكم السيد رئيس الجمهوريه عبد الفتاح السيسي العديد من المرات تجديد صياغة الخطاب الدينى بعد أن تفشى الانحراف العقلى بين الشعب المصرى والتلاعب بدين الله واصبح الناس يستمعون لما يلقيه رجال الدين فى المساجد والندوات ولا يتبعون ما يسمعون. فقد أدى هذا الى ظهور الجماعات المنحرفه والمتطرفه والارهابيه . وكل هذا بسبب ان المستمع لم يجد القِدوَه الصالحه التى يقتدى بها فقد يكون الناصح متعدى على حد من حدود الله او متعد على حق من حقوق الغير او قد يكون الناصح شاهد عيان على وجود ظلم على ملايين الناس ولم يبينه للمسئولين او ينصح به مَن حوله مِن الناس فكيف يأتمر الناس بالناصح ؟ والدليل على هذا وجود قانون الايجار القديم الظالم حتى اليوم معمول به بين الناس . علماً بأن هذا القانون يخالف الشريعه الاسلاميه ويخالف الدستور الذى يصون الملكيه الخاصه ويحميها . فقد سمح الجهلاء بشرع الله لأنفسهم التلاعب بكتاب الله وخالفوا ما امر به الله فى كتابه الحكيم ما لم يتركه لنبى او رسول . فقد حدد الله الورثه لكل انسان وخص كل منهم بنصيب محدد لكن الجهلاء بشرع الله اضافوا الى الورثه الذين حددهم الله المستأجر الذى يتمتع بقانون الايجار القديم وجعله وريثاً لمالك العقار بل ويرِثه اولاده من بعده بل قد يَرِث احد اقارب المستأجر من الدرجه الثانيه او الثالثه ويُحْرم أبناء المالك من إرث ابيهم الشرعى الذى حدده الله لهم كل هذا بموجب قانون الايجار القديم الظالم .
لذا من خلال مسئوليتكم وجب عليكم التنبيه على رجال الدعوه أن يُعَرِفوا الناس بأن قانون الايجار القديم يخالف شرع الله ويجب التخلى عنه فقد يستجيب الكثير من الناس الى اتباع شرع الله حبا فى اتباع الحق حتى يرفع الله مقته وغضبه عنا لما يحققه هذا القانون من ظلم شديد على ملاك العقارات فهو يبخس القيمه الايجاريه فليس من المعقول ان يكون القيمه الايجاريه لوحده سكنيه فى موقع متميز بأى محافظه هو 6 جنيه فى الشهر أى اقل من ثمن سندوتش فول. فقد الغت دولة الكويت مثل هذا القانون منذ 35 سنه وآخِر دوله هى لبنان قد صدر قرار إلغاء نفس القانون لِما له من اضرار على الاقتصاد ولِما يحققه من الظلم الاجتماعى ومصر التى بها عمالقة الدين وعمالقة القانون حتى اليوم تتبع قانون مخالف للشريعه ومخالف للدستور ومخالف لكل عقل بشرى سليم . ولقد اشاع الفاسدون من المسئولين الكبار والمنتفعين من بقاء القانون الظالم ان هناك بعداً اجتماعيا للمستأجر محدود الدخل فهل اتباع شرع الله فى العلاقه بين المالك والمستأجر تعكر صفاء المجتمع ؟ ونرد على اكاذيبهم بعدم المساس بمحدود الدخل حتى تدبر الدوله ما يعوضهم دون ضرر وأن يتم تحرير املاكنا من المستأجر الغنى الذى لا يستحق الدعم من المالك الغلبان ولا يستحق الدعم من الدوله. خاصة وأن ميزانية الحكومه قد أنهكها الدعم الذى تقدمه للمواطن فما بالكم من الدعم الذى يقدمه مالك العقار الغلبان للمستأجر الغنى الذى يمتلك عقارات وسيارات فاخره . فإن الرجوع الى شرع الله فيه صلاح للمجتمع بأن تكون العلاقه الايجاريه بين المالك والمستأجر تكون حسب ما امر به الله وليس بما يقره القانون الاستثنائى المستورد من النظام الشيوعى . ويجب ان تعلم أن مَن يتقى الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب . ففى طاعة الله عزه وليس كما يدعى المنتفعين من القانون الظالم أنه سوف يخلق مشاكل بين الناس فلماذا الحكومه تُصر على معصية الله . لماذا لا تُقدموا طاعة الله على طاعة المستأجر حتى يتقبل دعائنا ويرفع مقته وغضبه عن الشعب المصرى .
والشيء الغريب الذى الاحظه فى تصرفات المسئولين عن التشريع انهم لا يجعلون شرع الله هو الاساس لمعالجة المشاكل . لكنهم يتحايلوا على شرع الله ويُشرعوا حسب ما لديهم من معلومات ولو كانت مخالفه لما أمر به الله . ولا يجوز مخالفة شرع الله حتى ولو أضير جماعه من الناس فإن شرع الله لا يقبل التغيير او التبديل وفى الغالب تكون تشريعات من اجل المصالح الشخصيه مثل ما تفعله لجنة اسكان البرلمان الآن فهم مقدمين مشروع قانون من اجل تحديد العلاقه بين المالك والمستأجر دون ان يجعلوا شرع الله وسنة رسوله هى اساس العلاقات بين الناس .
لذا فقد وجب عليكم تبصير المسئولين عن التشريع بالبرلمان ان يتبعوا شرع الله وسنة رسوله ولا يتبعوا الهوى والمصالح الخاصه . وكفانا 65 سنه معصيه لله بقانون الايجار القديم الظالم . وانى وباقى الملاك المظلومين نقاضيكم امام الله يوم الا ينفع فيه مال ولا مستأجرين . وأنه من العار على مصر منارة الاسلام فى العالم ان يكون بها قانون يخالف شرع الله ورسوله . وقد علقت مشكلتى فى رقبتكم حتى اعرفك بها يوم القيامه ويرد الله لى مظلمتى .
وفقكم الله الى اعطاء كل ذى حق حقه