فخامة السيد / عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية
بعد التحية :
أنا أعمل بوظيفة أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر , فرع دمياط , وعمري 61 عاما , بينما كنت أتوجه لمسكني بمنطقة المقطم بالقاهرة صباح يوم 17 من أكتوبر 2017 م , استوقفوني في لجنة (كمين) وطلبوا البطاقة والرخص فأعطيتهم إياها بكل احترام , ثم فوجئت بهم يأخذوني من سيارتي ويدخلوني في ميكروباص , ويطلبون مني أن أخلع فانلتي الداخلية وأربطها على عيني , وأن أضع رأسي بين رجليّ , وانطلقوا بالسيارة إلى قسم شرطة المقطم ودفعوا بي إلى داخله لأجد نفسي بين أعداد كبيرة من الناس ملقون على الأرض في طرقات ومكاتب القسم , ثم أخذونا جميعا ونحن معصوبي الأعين وألقوا بنا في عربات الترحيلات حيث كانت الأعداد كبيرة والزحام داخل العربة خانق للغاية , ثم نزلنا في مكان عرفنا فيما بعد أنه معسكر تابع للأمن الوطني في الحي السادس بمدينة نصر وهناك سحبونا كالعميان في طوابير مهينة كل شخص يضع يده على كتف من أمامه , وأوقفونا لساعات في ساحة المعسكر تحت حرارة الشمس , ثم أجلسونا في تكدس فوق بعضنا وظللنا هكذا طوال اليوم بدون طعام أو شراب , ولا يسمح لنا إلا بالذهاب لدورات المياه بعد إلحاح متكرر وفي طوابير مهينة .
وحاولت مرارا أن أعرفهم بنفسي وبظروفي الصحية التي لا تجعلني أتحمل هذا في ذلك السن , ولكن لا أحد يسمع أو يقدر أو يستجيب . وشعرت بالإعياء وسقطت على الأرض , فأخذوني وأدخلوني على ضابط الأمن الوطني في آخر النهار , والذي لا أنكر أنه عاملني بطريقة مقبولة , واعتذر لي عما حدث , وسألني بعض الأسئلة ثم أطلق سراحي حيث لا يوجد ما يستدعي احتجازي .
لا أستطيع أن أصف لسيادتكم مدى ماتعرضت له في هذا اليوم من أذى بدني ونفسي ومدى ماتعرضت له أسرتي من قلق حيث افتقدوني ولا يعرفون أين ذهبت , وقد حدث لي هذا بينما أنا لا أنتمي إلى أي تنظيمات سياسية أو دينية , وأنا شخصية عامة ولي ظهور إعلامي معروف في كل القنوات التليفزيونية المصرية والإذاعات والصحف المصرية أتحدث في مجال الطب النفسي والعلاقات الزوجية , وصدر لي 25 كتاب في المجالات النفسية والإجتماعية , وأنا عضو في لجنة تفكيك العقل المتطرف بدار الإفتاء وقدمت من خلال هذه اللجنة عدة أوراق عمل لمكافحة التطرف والإرهاب , وأنا عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للطب النفسي , وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي , ومؤسس قسم الطب النفسي بكلية طب دمياط جامعة الأزهر , وقبل كل هذا مواطن مصري تجاوزت الستين من عمري .
للأسف الشديد بعد هذا الحدث لم أعد أشعر بالأمان في وطني الذي عشت فيه وأحببته , وأخشى أكثر من تداعيات مثل هذه التصرفات خاصة على الشباب الذين كانوا في المشهد الذي عايشته , وكانوا بالمئات في هذا المعسكر يومها , فهؤلاء قد يدفعهم الشعور بالقهر والذل والمهانة (الذي تعرضنا له في هذا اليوم) إلى أن يصبحوا متطرفين أو عدوانيين أو إرهابيين .
أسأل الله أن يحفظ مصرنا الحبيبة من أعدائها المتربصين ومن بعض أبنائها الذين يدفعونها إلى حافة الخطر .
وأسأله سبحانه أن يوفقكم لكل خير .
دكتور / محمد عبدالفتاح المهدي عبدربه
وشهرته دكتور محمد المهدي
أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي , جامعة الأزهر , فرع دمياط
محمول رقم 01222886537
تحريرا في 21 أكتوبر 2017م