بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة الرئيس
السلام عليكم وتحية طيبة تليق بمقامكم الكريم .
بعد صدور قرار سيادتكم بإنصاف ضحايا الوساطة والمحسوبية من أوائل دفعات كليات الشريعة والقانون والحقوق والشرطة ، فإنى أتقدم لسيادتكم بمظلمتى هذه :
أما عن مظلمتى :
ـــــــ
فهى أنى ظلمت بسبب الوساطة والمحسوبية ظلم دمر حياتى وغير مجراها من النقيض للنقيض منذ أكثر من خمس عشرة سنة .
حيث كنت من خريجى كلية الشريعة والقانون بأسيوط عام 1995م وكنت أحصل على ترتيب أول دفعتى ، وحصلت على أكثر من ثلاث شهادات تقدير من الكلية فى وقت كانت تعز فيه التقديرات فى هذه الكلية لشدة الأساتذة وقتها ، وكان يثنى على أساتذتى لتميزى بالفهم الدقيق للمقررات وعدم اعتمادى على الحفظ ،وبعد التخرج توالت على الصدمات الواحدة تلو الأخرى بسبب الوساطة والمحسوبية ولا أستطيع أن أصف لسيادتكم شعورى فى كل مرة أظلم فيها ،حيث تقدمت للوظائف المعاونة للقضاء كالنيابات العامة والإدارية ، فتقدمت لوظيفة معاون نيابة عامة وكنت أدخل نظرا لدرجاتى المرتفعة أول المتقدمين من خريجى كلية الحقوق والشرطة والشريعة فى المقابلات الشخصية ، لكنى لم أسع للوساطة ظنا منى أن درجاتى سوف تشفع لى فى القبول ، والمهم حتى لا أطيل ظهرت النتيجة وفوجئت بعدم إدراج اسمى فى المقبولين وقبول زملائى الأقل منى فى الدرجات والتقدير ولا يعلم ما كنت أشعر به من ظلم ، إلا من ظلم مثلى فهى كلمات أكتبها فى سطور لكنى عشت شقاءها سنين .
ثم أعلن عن دفعة استثنائية للنيابة الإدارية ، وتقدمت بأوراقى وكنت الوحيد الحاصل على دبلومة فى الدراسات العليا وأعلاهم تقديراً بلا استثناء ، وبعد المقابلات ظهرت النتيجة ونشرت أسماء المقبولين ولم أجد اسمى بينهم ، فتظلمت وشكوت ولا حياة لمن تنادى ، وعزمت بعدها ألا أتقدم لوظائف قضائية أخرى وقلت عله خير .
وكان لى أمل وقتها فى التعين فى سلك التدريس فى الجامعة فى كلية الشريعة والقانون وكان مضموناً لأنى أعلى زملائى فى الدرجات وإذ بى أطلب للتجنيد وأصابنى الدور ، وأنا فى فترة التدريب أعلنت الكلية عن مسابقة لقبول معيدين وأنا لا أعلم فتم تعيين عدد كبير من زملائى كلهم أقل منى فى التقدير بلا استثناء والذين كانوا يرجعون إلى فى المسائل الصعبة ولكم مراجعة ذلك بمقارنة درجاتى بدرجاتمن تم تعيينهم فى كليات الشريعة والقانون من خريجى عام 1995 فضاقت بى الدنيا وأصبت بإحباط شديد، ومع ذلك قلت أتقدم للحصول على الماجستير عسى أن يفتح لى المجالات من جديد وحصلت عليه من كلية حقوق أسيوط ، وتابعت إعلانات الأزهر وإذ بشرط يدرج فى الإعلان بأن من يتقدم للعمل كمدرس مساعد لابد أن يكون حاصلا على الماجستير من الأزهر فأصبت بإحباط جعلنى أنصرف حتى عن استكمال الدراسات والحصول على الدكتوراة وما كان أهون عليها منى ، وعملت كمدرس بمعهد أزهرى فى بلدتنا وحمدت الله .
وكأن القضاء على موعد معى ويأبى إلا أن يجهز على حيث توفى مأذون البلد فتقدمت وبعض الزملاء للقيام بعمله ، وكان منهم من هو حاصل على الماجستير واللائحة تقول عند استواء المؤهل يرجح بين المتقدمين بالدرجات وكانوا جميعا تقديرهم جيد فقلت فرصتى ، وعييت أن أفهم القاضى أنى الأحق ، فقال لا بل الأحقية لخريج الحقوق لأنه حنفى المذهب ، فقلت له اللائحة تقول الدرجات قبل المذهب وقدمت له شهادة تفيد أنى درست الفقه المقارن على جميع المذاهب وأنى دارس لكل فروع الشريعة بعكس طالب الحقوق فلم يسمع ولكم أن تخمنوا السبب .
وقد حدث معى ساعتها موقف لا أنساه ، حيث كنا ننتظر إحدى الجلسات للحكم فى المأذونية فإذ بى كنت واقفا فدفعنى العسكرى دفعة قوية وهو يقول ( وسعوا للباشا وكيل النيابة ) وهو لا يعلم أن الباشا وكيل النيابة سارق لمكانى فأصابنى إخراج شديد بين الناس .
وبعد تولى فضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب وما علمته عنه من استقامة وحب للحق وبعد الثورة تجدد فى الأمل ، فقلت أتوجه بمظلمتى إليه وقلت لنفسى إذا كان الحاصلون على الماجستير يطالبون بالتعيين فى الجامعات رغم أنهم قد يكونوا غير حاصلين على تقديرات عالية فى تخرجهم فأنا أولى . وطلبت السماح لى بالدخول لأسلمها له فاعتذروا إلى بحجة انشغال فضيلته ، وأخذها السكرتير الأول لفضيلته ووعدنى بأنه سيسلمها له شخصياً ، فأعطيتها له وانصرفت وكلى أمل ورجاء أن ينصفنى فضيلة الإمام الأكبر وأعين كمدرس مساعد مع أن زملائى رؤساء نيابات ومدرسين بالجامعة لكن للأسف لم يتم الرد .
وقد تركت ذلك الأمر ولم أعد أشكو لأحد غير الله ولكن جميع من حولى يتهمونى بالتقصير فى حق نفسى وكنت لا أعبأ بكلامهم حيث بذلت ما فى وسعى .
فأتمنى من سيادتكم إنصافى ومقارنتى بمن قبلوا بالنيابة العامة من خريجى 1995 من كلية الحقوق والشريعة والشرطة وسوف تجدونى أعلاهم تقديرا ودرجات ولسيادتكم جزيل الشكر وحفظكم الله
حتى صدر القرار فعرضت مشكلتى على الأستاذ الكاتب الكبير / حزين عمر نائب رئيس تحرير جريدة المساء وطلبت منه قراءة المشكلة ليقرر مدى ملائمتها للنشر نظراً لأنها قديمة ، والحق أن سيادته لم يتردد وطلب منى إرسالها وأن شاكر لسيادته داعيا له بالتوفيق .
مقدمه
خالد طه مرسى عثمان
تاريخ الميلاد 1971/1/20
العنوان المنيا .إتليدم ش بورسعيد
محمول :0110677797
خريج :كلية الشريعة والقانون بأسيوط عام
1995م